Friday, 6 September 2013

الانقلاب والكباب - 1

" عشان الأمن لسه مرجعش للشارع ... مش عايزينك
  عشان لسه الفلير ما لهوش مكان ... مش عايزينك
  عشان لسه بنشحت من بره ... مش عايزينك
  عشان حق الشهداء ما جاش ... مش عايزينك
  عشان ما فيش كرامة ليا ولبلدى ... مش عايزينك
  عشان الاقتصاد انهار وبقى قايم عالشحاتة ... مش عايزينك
  عشان تابع للأمريكان ... مش عايزينك  "
كانت "المطالب" بتاعت حملة تمرد الداعى الرئيسى لمظاهرات 30 يونيو ...
  
"تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت"
هو قال البُقين دول من هنا وكأن الناس كانوا ظابطين حناجرهم ومشاعرهم الفسيولوجية عشان تتفجر، زقططوا وهاصوا شوية وفرقعولهم "بتمن المعونة الامريكية" ألعاب نارية وبمب وصواريخ على رأى خيرى رمضان وخلصوا الست وساعات وبعدين ولا حس ولا خبر واستمر الحال على كده لا حس ولا خبر فى مدينة الألف مأذنة وفى مصر كلها، من بعد المغرب كل يوم - وكأننا لا مؤاخذة زى المعيز - بيدخلونا ننام من المغرب وعدت الأيام والأسابيع وداخليين فى تلات شهور دلوقتى ولسه الحال على ما هو عليه لا حس ولا خبر. وكأن "ثوار تلاتين يونيو العظماء" كانوا عايزين ياكلوا كباب وخلاص على غرار اللى حصل فى فيلم عادل إمام الارهاب والكباب

وعدت الأيام والحال بقى اطين من اللى كان عليه فلا "اقتصاد قوى"اتحقق ولا "سيادة مصرية وقرار قاهرى - من القاهرة يعنى-" وطبعا مش محتاج أتكلم عن الحريات والاعلام وتكميم الأفواه وقصف الأقلام والتعذيب  و"تجريد" العقول وإخراص الألسنة لدرجة غن واحد زى الدكتور حمزاوى يقول انه مش بيتكلم لأن الساحة متصدرها شويه " حوش" لا مؤاخذة ، ناهيك بقى عن الاعتقالات والتهم المعلبة والنائب العام الملاكى الـhyper active والأسعار اللى طلعت ومستمرة فى الطلوع ،على سبيل المثال كيس المناديل; المناديييل زاد سعرة بنسبة 50% مرة واحدة - بقى بـ75 قرش بعد ما كان بنص جنيه بس!!!! (قولى بقى حاجة بسيطة، لأ معلش دا ده بالذات بجيبه من معايا !!!) المهم والدنيا بيس ووردية والاقتصاد منتعش والمليارات بتتدفق علينا من الدول الشقيقة بالهبل لدرجة ان واحد شقيق اتبرع بـ 5 مليار دولار !! انت متخيل الرقم وطبعا بعد الخبر "المبهج" ده أسهم البورصة كانت بتغنى "ممكن .. ممكن". واستمر مسلسل الاستخفاف بعقول الناس والناس "متكيفة" وآخر حلاوة. والحياة فلة خالص. لدرجة ان "سيادة الرئيس السابق" مبارك طلع يحتفل هو كمان بالانجازات العظيمة للمد "الثورى" التانى.

لا أمن رجع بالعكس الكنايس اتحرقت فى غياب امنى تام والجنود اتقتلوا فى تواطئ غير مسبوق والمظاهرات بتتهاجم كل يوم والحفلة مستمرة و"الراقصون مع الجنود" مستمرون... الفلير لسه مش لاقى مكان دول قابضين على تلاتة عندهم 17 سنة بتهمة الكتابة على الجدران وتلويث الحوائط !!! (المعلومة من اليوم السابع) وطبعا مش محتاج اتكلم عن فلوس الامارات والكويت الشقيقة وازاى ان احنا ما بنشحب\تش خالص من بره ده احنا حققنا الاكتفاء الذاتى وقربنا نبقى من الدول المتصدرة والرائدة اقتصاديا... أما حق الشهداء فده ما تقلقوش راجع راجع وربنا يسهل ، والكرامة متوفرة فى أنحاء وربوع القطر المصرى حتى ان العسكر فى فض رابعة كانوا مريحين الست العجوزة ومخلينها راكعة على ركبتها وماسكة رجل المجند ناقص تبوسها... كرامة بقى بس 30 يونيو استايل. والأمريكان ما بقيناش تبعهم خالص ابسلوتلى ... ده حتى أى خطاب رسمى كان بيطلع بالانجليش الأول وبعدين ينزلوا الترجمة بالعربى... ثقافة بقى،  دا احنا انتصرنا على اوباما العضو الاكتيف فى التنظيم العالمى للإخوان و فضحنا أخوه مالك الممول الرسمى ليهم. كل ده وطبعا "الثورة العظيمة" انتصرت وكانت أعظم من ثورة 25 يناير وحققت كل مطالبها السابقة بغض النظر عن الهرتلة اللى فى البراجراف ده.

"الزبدة" فى الموضوع ان "ثوار" 30 يونيو أكلو الكباب (إزاحة الاخوان عن الحكم) وخلاص فضوا الليلة ومشيوا ولا هاممهم حال البلد وكأن الليلة كلها كانت ان الاخوان هم اللى ماسكين الحكم ، او عشان نبقى اكتر دقة وموضوعية كان ظاهر انهم ماسكين الحكم.

وبين ثورة 25 يناير وأحداث 30 يوينو وما تلاها وما بين شارعين فى مصر (أو شعبين فى مذهب الحجار) بتفضل مصر هى الضحية ويفضل البياع البسيط فى شارع عبدالعزيز أو فى حارة اليهود هو ضحية المتحكمين فى مصائر الشعوب واللى بيركبوا المظاهرات واللى بيصروا على مبدأ عبده موته : " لا فيها لا اخفيها"

P.S.لو حد ما أكلش من كباب المد " الثورى " التانى فانا باعتذرله شخصيا لأن الكهربا كانت قاطعة فى الحاتى لأن الاخوان أخدوا سكينة الكهربا معاهم وهم ماشيين أو هربوها لتركيا وقطر.

وتستمر حلقات مسلسل "استحمار شعب".

1 comment: